المصدر : جريدة الاهرام 24/7/2014م
كتب ـ محمد فؤاد:
أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أن التحدى الراهن الذى يواجه مصر ليس اقتصاديا فقط، وإنما هو تحد وجودى، وهناك مخطط لهدم الدولة، ولكن لا أحد يستطيع أن يهزم شعبا إذا كان إلى جانب جيشه وشرطته.
وقال الرئيس ـ فى الكلمة التى وجهها إلى الأمة أمس بمناسبة الذكرى الـ 62 لثورة 23 يوليو ـ انظروا حولكم فى السياق الموجود فيه الوطن كله، وليس مصر فقط، وادركوا ما هو معناه، وأين نحن منه، لابد أن نفهم ونثق.
وأشار إلى حادث الفرافرة الإرهابى، قائلا: رأيت الرأى العام كيف نظر إلى الموضوع، وطالب الشعب بعدم خلط الأمور، أو التشويش، وقال: لابد أن تثقوا فى أنفسكم وفى الجيش الذى هو جزء منكم وهم أبناؤنا.
كما أشار الرئيس إلى ان أهداف ثورة 25 يناير من عيش وحرية وعدالة اجتماعية هى استكمال لأهداف ثورة 23 يوليو, حيث ان النتائج التى تحققت لم تكن على قدر طموحات المواطنين.. موضحا أن الجيش المصرى كان نصيرا للشعب وهما معا يمثلان كتلة صلبة فى الحفاظ على الدولة المصرية ولن يستطيع احد النيل من مصر مادام المصريين كتلة واحدة وهدفهم واحد مهما كانت المخاطر .
وأضاف الرئيس أنه كان أمامنا خياران، إما أن نعانى مثلما تعانى بعض شعوب المنطقة، أو أن يتقدم الجيش ليتلقى الضربة عن الشعب.
ووجه الرئيس التحية لرجال ثورة يوليو، وخص بالذكر الرئيس الراحل محمد نجيب، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والرئيس الشهيد أنور السادات.
وقال: إن الجيش المصرى قام بثورة يوليو فى ظل الاستعمار والأوضاع الاجتماعية الصعبة، وإن الجيش تحرك فى هذه الفترة برجال شرفاء عظماء لتلبية طموحات الشعب المصرى حتى تكون بداية لمصر الحديثة.
وتناول السيسى رؤية مصر تجاه تحسين الوضع الاقتصادى، وقال: كل التقدير والاحترام لرد فعل المصريين تجاه تقليل الدعم، وخفض العجز فى الموازنة، وهو إجراء قاس ولكن كان لابد منه، وإن هناك إجراءات صعبة لابد منها، تسعى الحكومة ألا تمس المواطن الفقير، وقال: لقد راهنت على المصريين العظماء وكان لديهم المسئولية والتحمل، موضحا أنه خلال الأيام المقبلة، سيتم تشييد 3200 كيلومتر من الطرق خلال عام، مشيرا إلى أن ذلك يمثل نحو 10% من إجمالى الطرق الحالية فى مصر البالغة أطوالها 24 ألف كيلومتر، كذلك سيتم اطلاق مشروع جديد سيكون مفاجأة.
وبالنسبة لحركة المحافظين والفريق الرئاسى والمسئولين، قال الرئيس: أريد الأكفاء فقط، وما أقوله أمامكم هو ما أردده فى الاجتماعات المغلقة.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، أكد الرئيس أن مصر ستظل إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين باعتبار ذلك مسئولية وطنية وأخلاقية ودون مزايدة من أحد، مشيرا إلى أن مصر تؤدى ذلك بكل الصدق والأمانة والشرف.
وقال: إن مصر تتحرك بإيجابية لوقف نزيف الدم الفلسطينى، وإنهاء هذا الوضع المأساوى، مؤكدا أن مصر قدمت للقضية الفلسطينية 100 ألف شهيد، وأكثر من ضعفهم من الجرحى، كما تحملت الكثير من الأعباء الاقتصادية الهائلة فى سبيل دعم القضية الفلسطينية.
وأضاف: نحن ـ كمصريين ـ قمنا بكل ذلك من أجل أشقائنا الفلسطينيين، ومازلنا لا ندع أى محفل إقليمى أو دولى إلا ونؤكد من خلاله حق الفلسطينيين فى دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأشار الرئيس إلى أن دور مصر فى دعم الأشقاء لم يقتصر فقط على الإخوة فى فلسطين، ولكنه امتد على مستوى العالم العربى ككل انطلاقا من إدراك مصر لوضعها كدولة كبيرة ومسئولة.
[نص كلمة الرئيس]
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى التحية لرجال ثورة 23 يوليو. وقال ـ خلال كلمة ألقاها امس بمناسية الذكرى 62 لثورة 23 يوليو» إننى اوجه التحية لرجال ثورة يوليو واخص الرؤساء الذين حكموا مصر فى تلك الفترة, الرئيس الراحل محمد نجيب والرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الشهيد أنور السادات«، وتابع الرئيس السيسى قائلا: «شعب مصر العظيم ايها الشعب الأبى الكريم أتحدث اليكم اليوم بمناسبة مرور 62 سنة على ثورة يوليو المجيدة، التى قام بها الجيش المصرى فى ظل الأوضاع الصعبة إلتى كانت تشهدها تلك الفترة وفى ظل الاستعمار والأوضاع الاجتماعية الصعبة، أن الجيش المصرى تحرك فى هذه الفترة برجال شرفاء عظماء لتلبية طموحات الشعب المصرى حتى تكون بداية لمصر الحديثة».
وأكد أن ثورة يوليو قام بها الجيش وتحرك وقادها الشرفاء العظماء لتلبية طموحات الشعب المصري، موضحا أننا شاء الله «ماشيين فى طريقنا لتحقيق أهداف ثورتنا». موضحا أن أهداف الثورة تاخذ سنوات وليس يوما أو شهرا أو عاما، مشيرا إلى الوقت الذى استغرقته الثورة الفرنسية لتحقيق اهدافها وأن تفهم الشعب المصرى لذلك وتحمله المشقة وعدم
الالتفات لضغوط قلة قليلة والعمل الجاد ضرروى لتحقيق أهداف الثورة، كما ان مسيرة
الاصلاح تأخذ وقتا كبيرا .
وأشار السيسى الى أن ثورة يوليو واجهت الكثير من التحديات منها عدوان 1956 وحرب السويس بعد تأميم القناة كمورد وطنى ومعركة السد العالي، لافتا الى ان الثورات تحرك
امة لتغيير واقع إلى واقع تنشده، وقال إن الأهداف تتحقق بإرادة الشعب والاصرار على تحقيقها .
وتحدث الرئيس السيسى عن التحدى الراهن الذى يواجه مصر.. فقال إن التحدى ليس فقط اقتصاديا وانما هو تحد وجودى وهناك مخطط لهدم الدولة ولكن لا احد يستطيع ان يهزم شعبا اذا كان الى جانب جيشه وشرطته.
وقال السيسي: «انظروا حولكم فى السياق الموجود فيه الوطن كله وليس فقط مصر وادركوا ما هو معناه واين نحن منه. لا بد ان نفهم ونثق.. فبالنسبة لواقعة الفرافرة رأيت الرأى العام كيف نظر الى الموضوع ولا اريدكم ان تتلخبطوا أو تتهزوا ولا بد ان تثقوا فى نفسكم وفى الجيش الذى هو جزء منكم وهم ابناؤنا».
وأضاف: كان أمامنا خياران اما يحصل فينا ما يحدث فى الاخرين من حولنا أو يتقدم الجيش والشرطة ليتلقى الضربة عن الشعب.
ووجه الرئيس السيسى التحية لكل زعماء ثورة يوليو من الرؤساء محمد نجيب وجمال عبدالناصر والرئيس الشهيد أنور السادات.
وأشار الرئيس إلى ان أهداف ثورة 25 يناير من عيش وحرية وعدالة اجتماعية هى استكمال
لأهداف ثورة 23 يوليو, حيث ان النتائج التى تحققت لم تكن على قدر طموحات الشعب.. موضحا أن الجيش المصرى كان نصيرا للشعب وهما معا يمثلان كتلة صلبة فى الحفاظ على الدولة المصرية ولن يستطيع احد النيل من مصر طالما المصريين كتلة واحدة وهدف واحد مهما كانت المخاطر .
وشدد على ضرورة توافر قناعات لدى من يحكم مصر بشأن اهداف الثورة، موضحا ان الحرية ان تشعر بالتفكير بحرية دون سيطرة وحرية الاعتقاد تعنى عدم فرض ماهو بعيد عنهم .. المصريون عندما تحركوا فى 30 يونيو شعروا ان حريتهم منتقصة .. كل انسان من حقه ان يفكر ويعتقد والا يفرض عليه رأي.
وقال السيسى فى كلمته »إن ثورة يوليو قام بها الجيش ضد الاستعمار وكانت لها أهداف
تحقق بعضها والبعض الاخر لم يتحقق، مشيرا الى ان الثورة وضعت 6 أهداف فإذا نظرنا
الى ماتحقق نجد ان الاحتلال البريطانى انتهى ومصر لعبت دورا فى تحرر كثير من الدول الافريقية وتم القضاء على الاقطاع وانهاء سيطرة رأس المال على الحكم واقامة جيش وطنى قوي.. ونحن نرى الجيش واهمية دوره منذ وضع هذا الهدف».
وفيما يخص العدالة الاجتماعية، قال «اتصور ان هذا الوقت ومنذ مدة طويلة كان هناك الكثير من الاهداف التى تحققت».. موضحا ان هذه الحركة كانت تستهدف استكمال تطلعات الشعب.
وتابع قائلا: «إن المصريين تحركوا تانى فى 25 يناير الا ان النتائج لم تكن فى المستوى الذى يرضى الناس فتحركوا فى 30 يونيو وهذه المرة الجيش وقف مع الناس والجيش كان ظهير الشعب ووقف مع الناس يشكل مع الشعب المصرى كتلة صلبة».
وأوضح أن حادث الفرافرة الإرهابى كشف أن الجيش ابن وأخ كل مصرى وأن الجيش والشرطة
يتقدمان لتلقى الضربات بدلا من المصريين والجيش ضمير مصر وابن الوطنية المصرية ويكون دائما فى مقدمة من يقدم التضحيات وان البديل الاخر ان نشهد ما نراه فى دول أخرى ـ فى اشارة للأوضاع فى ليبيا وسوريا والعراق.
وقال إن التوجه الاقتصادى حر رشيد بأن يكون المال اداة للتقدم والازدهار وليس الضغط على المصريين.. مبينا ان تحقيق العدالة الاجتماعية يجب أن يستهدف توظيف الشباب واستيعاب سوق العمل للخريجين، مؤكدا ضرورة ان يمتد ذلك فى سوق العمل سواء داخل أو خارج مصر عبر تجهيز الشباب لإيجاد فرص عمل مناسبة لهم .
وأكد الرئيس السيسى على دولة سيادة القانون، موضحا ان كثيرا من المصريين يشعرون بان الاجراءات القانونية ليست مريحة، مطالبا بضرورة الحفاظ على استقلال القضاء ليمارس دوره فى سيادة القانون وتحقيق العدالة دون تدخل من احد لتحقيق الكرامة الانسانية للمصريين.
وتناول السيسى رؤية مصر تجاه تحسين قدرتنا الاقتصادية.. وقال: «كل التقدير والشكر والاحترام لرد فعل المصريين تجاه تقليل الدعم وخفض العجز فى الموازنة و هو اجراء قاسى ولكن كان لا بد منه ولابد من إجراءات صعبة تسعى الحكومة والمواطنين الى الاتمس المواطن الفقير.
اشكر المصريين وكل المحللين قالوا ان هذا الامر خطر ولا يجب ان يتم ولكنى راهنت على المصريين العظماء وهناك فقراء فى مصر ولكن رد فعلهم كان محير .. كيف انهم مستعدون للتحمل وانا اراهم ونفسى رغبة وعملا ان يكونوا احسن كثيرا ونحن فى الطريق لتحقيق ذلك.. فقد كان لدى المصريين المسئولية والتحمل لقرارات اصعب.
وأعلن الرئيس السيسى انه خلال الأيام الماضية والقادمة نعمل فى اربع مجالات سننطلق فيهم.. تحدثنا عن الزراعة التى تركز على زراعة 4 ملايين فدان والطرق باعتبارها وسيلة للتنمية لاقامة اكثر من 3200 كيلو فى عام واحد واجمالى الطرق الموجودة حاليا 24 الف كم، ونأمل الانتهاء من المرحلة الاولى فى خلال سنة لاضافة 10 للطرق الموجودة لفتح ابواب التنمية وخلال الايام القادمة, سنطلق مشروعا جديدا سيكون مفاجأة ويجرى بحثه حاليا مع متخصصين وسنتحرك وننجح بكرم الله وجهدكم وارادتكم ايها المصريين.
وبالنسبة لحركة المحافظين والفريق الرئاسى واختيار المسئولين، قلت اريد الاكفاء فقط
وما اقوله امامكم هو ما اقوله فى الاجتماعات المغلقة.. والدول الناجحة لديها منظومة تفرز الاكفاء وتدفع بهم الى مواقع القيادة.. فهل هذه المنظومة متوافرة عندنا وما مدى كفاءتها فى الاختيار. وقال ان فريقه الرئاسى هو كل الشعب لاختيار الأكفأ.
وبالنسبة للازمة فى قطاع غزة , قال السيسى »ان مصر قدمت للقضية الفلسطينية مائة الف شهيد واكثر من ضعفهم اصيبوا اصابات بالغة على مدى تاريخ القضية ومصر قدمت اقتصادها المنهار على مدى ستين عاما وهذا لا يعنى اننا نكتفى بذلك وانما اذكر الناس فى الداخل والخارج بما قدمناه لأهلنا فى فلسطين ونطالب فى كل المحافل بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وبالتالى لا يمكن لاحد ان يزايد على دور مصر ليس فقط بالنسبة لفلسطين وانما على الصعيد العربى كله , فمصر دولة عظيمة وكبيرة ومسئولة.
واضاف : «فى كل توتر يحدث بين قطاع غزة والاسرائيليين كنا نتدخل وتم احتواء اكثر من توتر لعدم خروج الوضع عن السيطرة دون ان يخرج ذلك للعلن وحتى المبادرة المصرية نريد لأهل غزة الا يتعرضوا لما يتعرضون له الان ونريد وقف الاقتتال الذى يروح ضحيته
الكثير من الابرياء فى قطاع غزة«.
واكد السيسى ان المبادرة لم يضع فيها اى من الجانبين شروطا وانما اردنا وقف النيران وفتح المعابر وادخال المساعدات ثم يجلس الطرفان ويطرحا الملفات التى يريدون مناقشتها.
وتساءل السيسى بعد مرور 30 و40 سنة من ادارة امر ما بشكل معين دون تحقيق تقدم , الا يجب مراجعة الطريقة التى يدار بها هذا الموضوع وتعديله ?. واكد اننا سنظل الى جانب اشقائنا الفلسطينيين بدون مزايدة وبكل الامانة والشرف.
واعرب السيسى فى ختام كلمته عن امله فى ان نحتفل كل عام بثورة يوليو ونتذكر الدور العظيم ورجالها ونربط ذلك بالواقع الذى نعيشه لنتحرك الى الامام, داعيا الله الى المساعدة فى تحقيق امال المواطنين خاصة البسطاء.